الافتراق العقدي في الامة الاسلامية مظاهره وأسبابه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والفلسفة، كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، جامعة الأزهر، مدينة السادات، مصر.

المستخلص

من البين الواضح ان الافتراق العقائدي المشاهد في أمة الإسلام، قدر كوني دلَّ على ثبوته الشرع؛ والوجود في الواقع، وحدث ذلك في هذه الأمة كما حدث في الأمم السابقة وقد اخبرنا بذلك الصادق المصدوق في حديث الافتراق، فهو أمر واقع ومشاهد لا يمكن إنكاره، ولا يمكن رفعه، ولكننا مطالبون بالاجتماع وسد أبواب الفرقة بقدر الاستطاعة، وهذه وصية شرعية يجب القيام بها قال تعالى(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))[الأنعام:153].هذا وقد حذر الإسلام من الفرقة والافتراق، لأن الافتراق يبث الحقد والكراهية بين الأطراف المتحزبة، فكل طرف يتربص بخصمه الدوائر، لإضعافه والإيقاع به، تحقيقا لمكاسب حزبية واجتماعية وسياسية، باستخدام مختلف الوسائل الممكنة، جاعلا الأخوة الإسلامية في مواجهة تحد خطير، وقد بين الإسلام مخاطره على الإمة كلها قال تعالى (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)الأنفال:46، وما تسلط علينا الأعداء إلا بسببه، وما هنا على أنفسنا الا بعد أن تشتتنا وتشرذمنا، وتعد أسباب هذا الافتراق ومظاهره كثيرة، لاسيما في عصرنا الذي كثرت فيه البدع وأعطيت الحريات والمنابر لكل ذي هوى، فينبغي على كل مسلم غيور على دينه وأمته أن يسعى حثيثاً لدرء أسباب ومظاهر الافتراق والاختلاف، وذلك بالتمسك بمنهج السلف الصالح، والالتفاف حول علماء الأمة وعلى رأسهم علماء أزهرنا الشريف، والصدور عن رأيهم فيما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.
ومن ثم فقد ركز الباحث على قراءة واقع الافتراق بدقة ومعاينة مظاهره واحصاء نتائجه على قدر المستطاع، باعتبارها الهدف من وراء هذا البحث. والله ولي التوفيق

الكلمات الرئيسية